فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ} (24)

{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً } أي قادة يقتدون بهم في دينهم وهم الأنبياء الذين كانوا في بني إسرائيل ، وقيل هم أتباع الأنبياء ، وقيل العلماء قاله قتادة وقرئ أأمة .

قال النحاس : وهو لحن عند جميع النحويين ، لأنه جمع بين همزتين في كلمة واحدة { يَهْدُونَ } أي يدعونهم إلى الهداية بما يلقونه إليهم من أحكام التوراة ومواعظها { بِأَمْرِنَا } لهم بذلك أو لأجل أمرنا .

{ لَمَّا صَبَرُوا } أي حين صبروا والضمير للأئمة ، وفي { لما } معنى الجزاء ، والتقدير لما صبروا جعلناهم أئمة ، أي لصبرهم ، وهذا الصبر هو صبرهم على مشاق التكليف والهادية للناس ، وقيل صبروا عن الدنيا ، وفيه دليل على أن الصبر ثمرته إمامة الناس .

{ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا } التنزيلية التي في تضاعيف الكتاب { يُوقِنُونَ } أي يصدقون بها ، ويعلمون أنها حق ، وأنها من عند الله ، لمزيد تفكرهم ، وكثرة تدبرهم .