السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ} (24)

{ وجعلنا منهم } أي : من أنبيائهم وأحبارهم { أئمة يهدون } أي : يرفعون البيان ويعملون على حسبه { بأمرنا } أي : بما نزلنا فيه من الأوامر ، كذلك جعلنا من أمتك صحابة يهدون ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم » وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بتسهيل الهمزة قبل الميم ، ولهم أيضاً إبدالها ياء ، وحققها الباقون ومد هشام بين الهمزتين بخلاف عنه ، وقوله تعالى { لما صبروا } قرأ حمزة والكسائي بكسر اللام وتخفيف الميم أي : بسبب صبرهم على دينهم وعلى البلاء من عدوهم ولأجله ، وقرأ الباقون بفتح اللام وتشديد الميم أي : حين صبرهم على ذلك ، وإن كان الصبر أيضاً إنما هو بتوفيق الله تعالى { وكانوا بآياتنا } الدالة على قدرتنا ووحدانيتنا لما لها من العظمة { يوقنون } أي : لا يرتابون في شيء منها ولا يعملون فعل الشاك فيها بالإعراض .