محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ} (24)

{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } أي قادة بالخير يدعون الخلق إلى أمرنا وشرعنا { لَمَّا صَبَرُوا } أي على العمل به والاعتصام بأوامره { وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } أي يصدقون أشد التصديق وأبلغه . والمعنى : كذلك لنجعلن الكتاب الذي آتيناكه ، هدى لأمتك ، ولنجعلن منهم أئمة يهدون مثل تلك الهداية . ويؤخذ من فحوى الآية . أن بني إسرائيل لما نبذوا الاعتصام بالكتاب ، ونبذوا الصبر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفقدوا الاستيقان بحقية الإيمان ، فغيروا وبدلوا ، سلبوا ذلك المقام ، وأديل عليهم انتقاما منهم . وتلك سنته تعالى {[6112]} : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } ففي طي هذا الترغيب ، ترهيب وأي ترهيب .


[6112]:(13 الرعد 11).