اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ} (24)

ثم بين ( أن{[42941]} له هداية غير عادية عن المنفعة كما أنه لم تحل هداية موسى حيث جعل الله كتاب موسى هدى ) وجعل منهم أئمة يهدون كذلك يجعل{[42942]} كتابك هدى ويجعل{[42943]} من أمتك صحابة{[42944]} يهدون كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :

«أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُم{[42945]} اهْتَدَيْتُمْ » ، ثم بين أن ذلك يحصل بالصبر فقال : { لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } .

فصل :

«لَمَّا صَبَرُوا » قرأ الأخوان{[42946]} بكسر اللام وتخفيف الميم ، على أنها لام الجر و ( «ما » ){[42947]} مصدرية ، والجار متعلق بالجعل أي جعلناهم كذلك لصبرهم ولإيقانهم{[42948]} ، والباقون بفتحها وتشديد الميم . وهي «لمَّا » التي تقتضي جواباً وتقدم فيها قولا سيبويه{[42949]} والفارسي ، والمعنى حين صبروا على دينهم وعلى البلاء من عدوهم بِمصْرَ .


[42941]:ما بين الأقواس ساقط من "ب".
[42942]:في "ب" جعل.
[42943]:في "ب" جعل.
[42944]:في "ب" أصحاباً.
[42945]:الحديث في الفخر الرازي 25/186.
[42946]:وهي قراءة رويس أيضاً النشر 2/347 وتقريبه 160 والسبعة 516.
[42947]:ساقط من "ب".
[42948]:في "ب" وليقينهم وانظر: الدر المصون 4/362.
[42949]:انظر الكتاب 4/234.