الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ} (24)

ثم قال ( تعالى ذكره ) {[55204]} { وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا } .

أي : وجعلنا من بني إسرائيل قادة في الخير يؤتم بهم .

قال قتادة : { أئمة } رؤساء الخير {[55205]} .

{ يهدون بأمرنا } : أي يرشدون أتباعهم بإذننا هم وتقويتنا إياهم على ذلك .

{ لما صبروا } أي : حين صبروا على طاعة الله وعلى أذاء فرعون لهم ، فيكون المعنى : إنهم إنما جعلوا أئمة حين وجد منهم الصبر .

ومن قرأ " لما " بكسر اللام فمعناه فعلنا بهم ذلك لصبرهم على طاعة الله {[55206]} .

فيكون المعنى : فعل بهم ذلك جزاء لهم لصبرهم المتقدم في الله .

ثم قال تعالى {[55207]} : { وكانوا بآياتنا يوقنون } أي : بحججنا وكتابنا يصدقون .

وفي قراءة أبي : " كما صبروا " .

وفي قراءة ابن مسعود : " بما صبروا " {[55208]} فهذا شاهد لمن كسر اللام ، وهو حمزة والكسائي {[55209]} .


[55204]:ساقط من ج
[55205]:انظر: جامع البيان 21/112، والدر المنثور 6/556
[55206]:انظر: السبعة لابن مجاهد 516، والحجة لأبي زرعة 569، والتيسير للداني 177
[55207]:ساقط من ج
[55208]:انظر: المختصر لابن خالويه 118
[55209]:انظر: السبعة لابن مجاهد 516 والحجة لأبي زرعة 569، والكشف والبيان للثعلبي 6/65، والتيسير للداني 177، والنشر لابن الجزري 2/347، وسراج القارئ 322، وغيث النفع 332