تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ} (24)

الآية 24 وقوله تعالى : { وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا } أي يدعون الناس بما أمرهم ، وهو التوحيد ، أو { يهدون } أي يبينون لهم بالذي أمرنا : مالهم وما عليهم .

وقوله تعالى : لما( {[16433]} ) { صبروا } قال بعضهم : أي لما صبروا على البلاء وتعذيب فرعون إياهم وأذاه إياهم ، أي آمنوا ودعوا غيرهم إلى ذلك على الخوف كقوله : { فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم } الآية [ يونس : 83 ] . وقال بعضهم : لما صبروا على الطاعات .

وقد قرئ { لما صبروا } بالتشديد ، ومعناه ، والله أعلم ، أي إنما يهدون لما كان منهم الصبر على ذلك ، أي بالصبر الذي كان منهم هدوا أولئك [ وقال بعضهم { لما صبروا } أي لم يركنوا على الدنيا ، ولا اشتغلوا بها ، ولكن صبروا على ما أمروا ، وكلفوا ، والله أعلم ]( {[16434]} ) .

وقوله تعالى : { وكانوا بآياتنا يوقنون } أنها من الله ، وأنها آياته .


[16433]:أنظر معجم القراءات القرآنية ح 5/104.
[16434]:أدرجت في الأصل وم: بعد: أنها من الله وأنها آياته.