الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{۞وَمَآ أَعۡجَلَكَ عَن قَوۡمِكَ يَٰمُوسَىٰ} (83)

{ وَمَا أَعْجَلَكَ } أي شيء عجل بك عنهم على سبيل الإنكار ، وكان قد مضى مع النقباء إلى الطور على الموعد المضروب . ثم تقدمهم شوقاً إلى كلام ربه وتنجز ما وعد به ، بناء على اجتهاده وظنه أن ذلك أقرب إلى رضا الله تعالى . وزل عنه أنه عز وجل ما وقت أفعاله إلا نظراً إلى دواعي الحكمة ، وعلماً بالمصالح المتعلقة بكل وقت ، فالمراد بالقوم : النقباء . وليس لقول من جوّز أن يراد جميع قومه وأن يكون قد فارقهم قبل الميعاد وجه صحيح ، يأباه قوله : { هُمْ أُوْلاء على أَثَرِى } وعن أبي عمرو ويعقوب «إثري » بالكسر وعن عيسى بن عمر «أُثرى » بالضم . وعنه أيضاً : «أولى » بالقصر . والإثر أفصح من الأثر . وأما الأثر فمسموع في فرند السيف مدوّن في الأصول يقال : إثر السيف وأثره ، وهو بمعنى الأثر غريب .

فإن قلت : { وَمَا أَعْجَلَكَ } سؤال عن سبب العجلة فكان الذي ينطبق عليه من الجواب أن يقال : طلب زيادة رضاك أو الشوق إلى كلامك وتنجز موعدك .