قوله : { وَمَآ أَعْجَلَكَ } : مبتدأٌ وخبرٌ و " ما " استفهاميةٌ عن سببِ التقدُّم على قومِه . قال الزمخشري : " فإن قلت : " ما أَعْجلك " سؤالٌ عن سببِ العَجَلة ، فكان الذي ينطبقُ عليه من الجواب أَنْ يُقَالَ : طَلَبُ زيادةِ رضاك والشوقِ إلى كلامِك وتَنَجُّزِ مَوْعِدك . وقوله : { هُمْ أُوْلاءِ عَلَى أَثَرِي } كما ترى غيرُ منطبقٍ عليه . قلت : قد تَضَمَّنَ ما واجَهَه به رَبُّ العزةِ شيئين ، أحدهما : إنكارُ العَجَلة في نفسها . والثاني : السؤالُ عن سببِ المُسْتَنْكَر والحاملِ عليه ، فكان أهمُّ الأمرَيْن إلى موسى بَسْطَ العُذْرِ وتمهيدَ العلةِ في نفس ما أَنْكر عليه ، فاعتَلَّ بأنه لم يوجَدْ مني إلاَّ تقدُّمٌ يسيرٌ ، مثلُه لا يُعْتَدُّ به في العادةِ ولا يُحتفل به ، وليس بيني وبين مَنْ سبقتُه إلاَّ مسافةٌ قريبةٌ ، يتقدَّمُ بمثلِها الوفدَ رأسُهم ومقدمتُهم . ثم عَقَّبه بجوابِ السؤالِ عن السبب فقال : { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.