الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَمَآ أَعۡجَلَكَ عَن قَوۡمِكَ يَٰمُوسَىٰ} (83)

قوله تعالى ذكره : { وما أعجلك عن قومك يا موسى }[ 81 ] إلى قوله : { فكذلك ألقى السامري }[ 86 ] .

أي : وأي شيء أعجلك يا موسى وتركت قومك خلفك{[45376]} ، وذلك أن الله عز وجل أنجى موسى وقومه من فرعون وقطع به{[45377]} البحر وأهلك فرعون وقومه ، ووعد موسى ومن معه جانب الطور الأيمن ، فتعجل موسى إلى ربه ، وترك قومه مع هارون يسير بهم في أثر موسى .

وقال ابن إسحاق{[45378]} : وعد الله موسى وقومه{[45379]} بعد أن أنجاه وقومه ثلاثين ليلة وأتمها{[45380]} بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة تلقاه{[45381]} فيها بما شاء ، واستخلف{[45382]} موسى على قومه هارون ومعه السامري{[45383]} يسير بهم على أثر موسى ليلحقه بهم{[45384]} . فلما كلم الله موسى . قال له : ما أعجلك عن قومك يا موسى . قال هم أولاء على أثري ، وعجلت إليك رب لترضى{[45385]} .

وقيل{[45386]} : المعنى : أن الله تعالى ذكره وعد موسى أن يأتيه في جماعة من بني إسرائيل ، ويترك باقيهم مع هارون . فخرج بجماعة من خيارهم{[45387]} ، فتقدمهم موسى إلى الموضع الذي وعد{[45388]} بالإتيان إليه{[45389]} . فلذلك قال له تعالى ذكره { وما أعجلك عن قومك يا موسى } أي{[45390]} : عن القوم الذين{[45391]} أتوا معك للميعاد .

قيل : وعدهم أن يسمعوا كلام الله ، فلذلك قال : هم أولا على أثري أي : قريب ، مني سائرون{[45392]} إلي . وإنما تقدمتهم لترضى عني .


[45376]:(خلفك) سقطت من ز.
[45377]:ز : بهم.
[45378]:ز: أبو إسحاق. (تحريف).
[45379]:وقومه سقطت من ز.
[45380]:ز: وأتممناها.
[45381]:ز: يلقاه.
[45382]:ز: ويستخلف.
[45383]:ز: المسلمون.
[45384]:ز: ليلحقوا بهم.
[45385]:انظر: جامع البيان 16/196 والبحر المحيط 6/267.
[45386]:الواو. سقطت من ز.
[45387]:ز: أخيارهم.
[45388]:ز: وعده.
[45389]:ز: إليهم.
[45390]:أي سقطت من ز.
[45391]:(الذين) سقطت من ز.
[45392]:ز: صابرون. (تحريف).