نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{۞وَمَآ أَعۡجَلَكَ عَن قَوۡمِكَ يَٰمُوسَىٰ} (83)

ولما كان ذلك - والله أعلم بما كان ، وكان أعظم ما مضى في آية الامتنان عليهم والتعرف بالنعم إليهم المواعدة لهدايتهم بالآيات المرئية والمسموعة ، وختم ذلك بالإشارة إلى الاجتهاد {[49644]}في الإقبال{[49645]} على الهدى ، أتبع ذلك ذكر ضلالهم بعد رؤية ما يبعد معه{[49646]} كل البعد إلمام من رآه{[49647]} بشيء من الضلال ، كل ذلك لإظهار القدرة التامة على التصرف في القلوب بضد ما يظن بها ، و{[49648]}كان تنجز المواعيد ألذ شيء للقلوب وأشهاه إلى النفوس ، وكان السياق مرشداً حتماً إلى أن التقدير : فأتوا إلى الطور لميعادنا ، وتيمموا جانبه الأيمن بأمرنا ومرادنا ، وتعجل موسى صفينا الصعود فيه {[49649]}مبادراً لما عنده من الشوق إلى ذلك المقام الشريف وتأخر مجيء قومه عن الإتيان معه ، فقلنا : ما أخر قومك عن الأتيان معك ؟ {[49650]}فعطف عليه قوله{[49651]} : { وما أعجلك } {[49652]}أي أيّ شيء أوجب لك العجلة{[49653]} في المجيء{[49654]} { عن قومك } وإن كنت بادرت مبادرة المبالغ في الاسترضاء ، أما علمت أن حدود الملوك لا ينبغي تجاوزها بتقدم أو تأخر{[49655]} ؟ { يا موسى* } فهلا أتيتم جمله وانتظرتم أمراً أمراً جديداً بخصوص الوقت الذي استحضركم فيه


[49644]:من ظ ومد وفي الأصل: بالإقبال.
[49645]:من ظ ومد وفي الأصل: بالإقبال.
[49646]:زيد من مد.
[49647]:من ظ ومد وفي الأصل: تراه.
[49648]:زيد في ظ: لما.
[49649]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد وزيد قبله في ظ: كان كأنه قيل: فاتي موسى لميعادنا.
[49650]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49651]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49652]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49653]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49654]:من ظ ومد، وفي الأصل: شيء.
[49655]:زيد من ظ.