فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞وَمَآ أَعۡجَلَكَ عَن قَوۡمِكَ يَٰمُوسَىٰ} (83)

{ *وما أعجلك عن قومك يا موسى ( 83 ) قال هم أولائي على آثري وعجلت إليك ربي لترضى ( 84 ) قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ( 85 ) فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ( 86 ) قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري ( 87 ) فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ( 88 ) } .

{ وما أعجلك عن قومك يا موسى ؟ } هذا حكاية لما جرى بين الله سبحانه ، وبين موسى عند موافاته الميقات . والسؤال وقع من الله لكنه ليس لاستدعاء المعرفة بل إما لتعريف غيره أو لتبكيته أو لتنبيهه كما صرح به الراغب وظاهره أنه ليس بمجاز كما يقول التلميذ سألني الأستاذ عن كذا ليعرف فهمي ونحو ذلك ، قال المفسرون : كانت المواعدة أن يوافي موسى وجماعة من وجوه قومه_ فسار موسى بهم ، ثم عجل من بينهم شوقا إلى ربه فقال الله تعالى له : ما الذي حملك على العجلة حتى تركت قومك وخرجت من بينهم ؟ والمراد بهم جملة بني إسرائيل فإن موسى كان قد أمر هرون أن يسير بهم على أثره ويلحقونه في مكان المناجاة ، فأجاب موسى عن ذلك .