الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (14)

الواو في { واستيقنتها } واو الحال ، وقد بعدها مضمرة ، والعلو : الكبر والترفع عن الإيمان بما جاء به موسى ، كقوله تعالى : { فاستكبروا وَكَانُواْ قَوْماً عالين } [ المؤمنون : 46 ] ، { فَقَالُواْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عابدون } [ المؤمنون : 47 ] وقرىء : «عليا » و«عليا » بالضم والكسر ، كما قرىء : «عتيا » ، و«عتيا » ، وفائدة ذكر الأنفس : أنهم جحدوها بألسنتهم ، واستيقنوها في قلوبهم وضمائرهم والاستيقان أبلغ من الإيقان ، وقد قوبل بين المبصرة والمبين ، وأي ظلم أفحش من ظلم من اعتقد واستيقن أنها آيات بينة واضحة جاءت من عند الله ، ثم كابر بتسميتها سحراً بيناً مكشوفاً لا شبهة فيه .