الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسۡنَۢا بَعۡدَ سُوٓءٖ فَإِنِّي غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (11)

و { إِلا } بمعنى «لكن » لأنه لما أطلق نفي الخوف عن الرسل ، كان ذلك مظنة لطروّ الشبهة ، فاستدرك ذلك . والمعنى : ولكن من ظلم منهم أي فرطت منه صغيرة مما يجوز على الأنبياء ، كالذي فرط من آدم ويونس وداود وسليمان وإخوة يوسف ، ومن موسى بوكزة القبطي ، ويشك أن يقصد بهذا التعريض بما وجد من موسى ، وهو من التعريضات التي يلطف مأخذها . وسماه ظلماً ، كما قال موسى : { رَبّ إِنّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فاغفر لِى } [ القصص : 16 ] والحسن والسوء : حسن التوبة ، وقبح الذنب . وقرىء : «ألا من ظلم » ، بحرف التنبيه . وعن أبي عمرو في رواية عصمة : حسناً .