الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِۦ مَا شَهِدۡنَا مَهۡلِكَ أَهۡلِهِۦ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ} (49)

{ تَقَاسَمُواْ } يحتمل أن يكون أمراً وخبراً في محل الحال بإضمار قد ، أي : قالوا متقاسمين : وقرىء : «تقسموا » وقرىء : «لتبيتنه » ، بالتاء والياء والنون ، فتقاسموا - مع النون والتاء - يصح فيه الوجهان . ومع الياء لا يصح إلا أن يكون خبراً . والتقاسم ، والتقسم : كالتظاهر ، والتظهر : التحالف . والبَيَات : مباغتة العدو ليلاً . وعن الإسكندر أنه أشير عليه بالبيات فقال : ليس من آيين الملوك استراق الظفر ، وقرىء : «مهلك » بفتح الميم واللام وكسرها من هلك . ومهلك بضم الميم من أهلك . ويحتمل المصدر والزمان والمكان ،

فإن قلت : كيف يكونون صادقين وقد جحدوا ما فعلوا ، فأتوا بالخبر على خلاف المخبر عنه ؟