الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ مَكۡرِهِمۡ أَنَّا دَمَّرۡنَٰهُمۡ وَقَوۡمَهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (51)

{ مَكْرِهِمْ } : ما أخفوه من تدبير الفتك بصالح عليه السلام وأهله . ومكر الله : إهلاكهم من حيث لا يشعرون . شبه بمكر الماكر على سبيل الاستعارة . روي أنه كان لصالح مسجد في الحجر في شعب يصلي فيه ، فقالوا : زعم صالح عليه السلام أنه يفرغ منا إلى ثلاث ، فنحن نفرغ منه ومن أهله قبل الثلاث . فخرجوا إلى الشعب وقالوا : إذا جاء يصلي قتلناه ثم رجعنا إلى أهله فقتلناهم ، فبعث الله صخرة من الهِضَبّ حيالهم ، فبادروا ، فطبقت الصخرة عليهم فم الشعب . فلم يدر قومهم أين هم ولم يدروا ما فعل بقومهم ، وعذب الله كلاً منهم في مكانه ، ونجى صالحاً ومن معه . وقيل : جاءوا بالليل شاهري سيوفهم ، وقد أرسل الله الملائكة ملء دار صالح فدمغوهم بالحجارة : يرون الحجارة ولا يرون رامياً { أَنَّا دمرناهم } استئناف . ومن قرأ بالفتح رفعه بدلاً من العاقبة ، أو خبر مبتدإ محذوف تقديره : هي تدميرهم . أو نصبه على معنى : لأنا . أو على أنه خبر كان ، أي : كان عاقبة مكرهم الدمار .