الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ ٱلۡأُولَىٰ بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لَّعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (43)

{ بَصَائِرَ } نصب على الحال . والبصيرة : نور القلب الذي يستبصر به ، كما أن البصر نور العين الذي تبصر به ، يريد : آتيناه التوراة أنواراً للقلوب ، لأنها كانت عمياء لا تستبصر ولا تعرف حقا من باطل . وإرشاداً ؛ لأنهم كانوا يخبطون في ضلال { وَرَحْمَةً } لأنهم لو عملوا بها وصلوا إلى نيل الرحمة { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } إرادة أن يتذكروا ، شبهت الإرادة بالترجي فاستعير لها . ويجوز أن يراد به ترجي موسى عليه السلام لتذكرهم ، كقوله تعالى : { لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ } [ طه : 44 ] .