اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ ٱلۡأُولَىٰ بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لَّعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (43)

قوله{[40401]} : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكتاب مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا القرون الأولى } قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم والمراد بالكتاب : التوراة ، بيَّن تعالى أنَّ الذي يجب التمسك به ما جاء به موسى{[40402]} ، ووصفه بأنه بصائر للنَّاس من حيث يستبصر به في باب الدين{[40403]} .

قوله : «بَصَائر » يجوز أن يكون مفعولاً له{[40404]} ، وأن يكون حالاً{[40405]} إما على حذف مضاف أي : ذا بصائر ، أو على المبالغة ، و «هُدًى » من حيث يستدل به{[40406]} ، ومن حيث أن المتمسك به يفوز بطلبته من الثواب ، ووصفه بأنه «رَحْمَةً » ، لأنه من نعم الله على من تعبد به{[40407]} .

روى أبو سعيد الخدري «عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ما أهلك الله قرناً من القرون بعذاب من السماء ولا من الأرض منذ أنزل التوراة غير أهل القرية التي مسخها الله قردةً »{[40408]} . وقوله «لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ » بما فيه من المواعظ والبصائر .


[40401]:في ب: قوله تعالى.
[40402]:في ب: موسى عليه الصلاة والسلام.
[40403]:انظر الفخر الرازي 24/255.
[40404]:انظر التبيان 2/1021.
[40405]:انظر الكشاف 3/170، البيان 2/234، التبيان 2/1021.
[40406]:به: سقط من ب.
[40407]:انظر الفخر الرازي 24/255.
[40408]:أخرجه البراز وابن المنذر، والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. انظر الدر المنثور 5/129.