فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ ٱلۡأُولَىٰ بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لَّعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (43)

{ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا موسى الكتاب } يعني التوراة { مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا القرون الأولى } أي قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم . وقيل : من بعد ما أهلكنا فرعون وقومه وخسفنا بقارون . وانتصاب { بَصَائِرَ للنَّاسِ } على أنه مفعول له أو حال ، أي آتيناه الكتاب لأجل يتبصر به الناس ، أو حال كونه بصائر للناس يبصرون به الحق ويهتدون إليه وينقذون أنفسهم به من الضلالة بالاهتداء به . { وَرَحْمَةً } لهم من الله رحمهم بها { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } هذه النعم ، فيشكرون الله ، ويؤمنون به ، ويجيبون داعيه إلى ما فيه خير لهم .

/خ43