الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَعۡقِلُونَ} (43)

{ أَمِ اتخذوا } بل اتخذ قريش ، والهمزة للإنكار { مِن دُونِ الله } من دون إذنه { شُفَعَاء } حين قالوا : { هَؤُلاء شفعاؤنا عِندَ الله } [ يونس : 18 ] ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه . ألا ترى إلى قوله تعالى { قُل لِلَّهِ الشفاعة جَمِيعاً } أي : هو مالكها ، فلا يستطيع أحد شفاعة إلاّ بشرطين : أن يكون المشفوع له مرتضى ، وأن يكون الشفيع مأذوناً له . وههنا الشرطان مفقودان جميعاً { أَوَلَوْ كَانُواْ } معناه : أيشفعون ولو كانوا { لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلاَ يَعْقِلُونَ } أي : ولو كانوا على هذه الصفة لا يملكون شيئاً قطّ ، حتى يملكوا الشفاعة ولا عقل لهم .