اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَعۡقِلُونَ} (43)

قوله : { أَمِ اتخذوا } أم منقطعة فتقدر ببل والهمزة{[47506]} .

واعلم أن الكفار أوْرَدُوا على هذا الكلام سؤالاً قالوا : نحن لا نعبد هذه الأصنام لاعتقادِ أنها تضر وتنفع وإنما نعبدها لأجل أنها تماثيل لأشخاص كانوا عنده من المقربين فنحن نعبدها لأجل أن يصير أولئك الأكابر شفعاء فأجاب الله تعالى بأن قال { أَمِ اتخذوا مِن دُونِ الله شُفَعَآءَ }{[47507]} .

قوله : { قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا } تقدم الكلام على نحو «أَوَلَوْ » وكيف هذا التركيب{[47508]} ، والمعنى قُلْ يا مُحَمَّدُ أوَ لَوْ كانوا أي وإن كانوا يعني الآلهة { لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً } من الشفاعة { ولا يعقلون } أنكم تعبدونهم ، وجواب هذا محذوف تقديره وإن كانوا بهذه الصفة تتخذونهم{[47509]} .


[47506]:قاله الزمخشري في الكشاف 3/400 والسمين في الدر 4/654.
[47507]:الرازي السابق.
[47508]:لعل المؤلف يقصد: "أفمن شرح الله، وأفمن يتقي" مما تدخل عليه همزة الاستفهام من الواو وقد سبق رأي الجمهور بما فيهم سيبويه ورأي الزمخشري.
[47509]:قاله الإمام البغوي في معالم التنزيل 6/78.