الآية 43 وقوله تعالى : { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ } على ما ذكرنا في ما تقدم في غير موضع أن حرف الاستفهام والشك إذا أضيف إلى الله عز وجل فهو على الإيجاب والإلزام .
ثم قال بعض أهل التأويل : إن قوله عز وجل : { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ } هم الملائكة الذين عبدوهم{[17962]} .
لكنه بعيد ، لأنه قال [ في إثر ذلك ]{[17963]} : { قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ } والملائكة أهل العقل والعلم ، وإنهم يملكون ذلك [ إذ جعله لهم ، وملكوه ]{[17964]} . لكن الآية في الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله على رجاء أن تشفع لهم ، وتقرّب عبادتهم إياها إلى الله زلفى فهي{[17965]} أشبه بالأصنام التي كانوا يعبدونها من الملائكة ، والله أعلم .
ثم قوله : { أم اتخذوا من دون الله شفعاء } يخرّج على وجهين :
أحدهما : بل اتخذوا بعبادة من عبدوا من دون الله شفعاء لأنفسهم ، ولا يكونون شفعاء لهم ، ولا يملكون ذلك ، ولا يعقلون .
والثاني : بل اتخذوا لأنفسهم من دون الله شفعاء ، ولا يملك أحد جعل الشفاعة لأحد دون الله إلا من جعل الله له الشفاعة . ولا يجعل الله لأحد الشفاعة إلا من كان له عند الله عهد أو من ارتضى له الشفاعة [ كقوله ]{[17966]} : { لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا } [ مريم : 87 ] وقوله : { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } [ الأنبياء : 28 ] يدل على هذا قوله حين{[17967]} قال : { قل أوَلو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.