فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَعۡقِلُونَ} (43)

قوله : { أَمِ اتخذوا مِن دُونِ الله شُفَعَاء } أم هي المنقطعة المقدّرة ببل والهمزة ، أي بل اتخذوا من دون الله آلهة شفعاء تشفع لهم عند الله { قُلْ أَوَلَوْ كَانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلاَ يَعْقِلُونَ } الهمزة للإنكار ، والتوبيخ ، والواو للعطف على محذوف مقدّر ، أي أيشفعون ، ولو كانوا الخ ، وجواب لو محذوف تقديره تتخذونهم ، أي وإن كانوا بهذه الصفة تتخذونهم ، ومعنى لا يملكون شيئاً : أنهم غير مالكين لشيء من الأشياء ، وتدخل الشفاعة في ذلك دخولاً أوّلياً ، ولا يعقلون شيئاً من الأشياء ؛ لأنها جمادات لا عقل لها ، وجمعهم بالواو ، والنون لاعتقاد الكفار فيهم أنهم يعقلون .