الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰهَٰمَٰنُ ٱبۡنِ لِي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَبۡلُغُ ٱلۡأَسۡبَٰبَ} (36)

قيل : الصرح : البناء الظاهر الذي لا يخفى على الناظر وإن بعد ، اشتقوه من صرح الشيء إذا ظهر ، و { أسباب السماوات } طرقها وأبوابها وما يؤدي إليها ، وكل ما أداك إلى شيء فهو سبب إليه ، كالرشاء ونحوه ،

فإن قلت : ما فائدة هذا التكرير ؟ ولو قيل : لعلي أبلغ أسباب السموات لأجزأ ؟ قلت : إذا أبهم الشيء ثم أوضح كان تفخيماً لشأنه ، فلما أراد تفخيم ما أمل بلوغه من أسباب السموات أبهمها ثم أوضحها ، ولأنه لما كان بلوغها أمراً عجيباً أراد أن يورده على نفس متشوفة إليه ، ليعطيه السامع حقه من التعجب ، فأبهمه ليشوف إليه نفس هامان ، ثم أوضحه .