البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰهَٰمَٰنُ ٱبۡنِ لِي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَبۡلُغُ ٱلۡأَسۡبَٰبَ} (36)

{ وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً } ، أقوال فرعون : { ذروني أقتل موسى ، ما أريكم إلا ما أرى ، يا هامان ابن لي صرحاً } ، حيدة عن محاجة موسى ، ورجوع إلى أشياء لا تصح ، وذلك كله لما خامره من الجزع والخوف وعدم المقاومة ، والتعرف أن هلاكه وهلاك قومه على يد موسى ، وأن قدرته عجزت عن التأثير في موسى ، هذا على كثرة سفكه الدماء .

وتقدم الكلام في الصرح في سورة القصص فأغنى عن إعادته .

قال السدي : الأسباب : الطرق .

وقال قتادة : الأبواب ؛ وقيل : عنى لعله يجد ، مع قربه من السماء ، سبباً يتعلق به ، وما أداك إلى شيء فهو سبب ، وأبهم أولاً الأسباب ، ثم أبدل منها ما أوضحها .

والإيضاح بعد الإبهام يفيد تفخيم الشيء ، إذ في الإبهام تشوق للمراد ، وتعجب من المقصود ، ثم بالتوضيح بحصل المقصود ويتعين .