{ الذين يجادلون } بدل من { مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ }
فإن قلت : كيف جاز إبداله منه وهو جمع وذاك موحد ؟ قلت : لأنه لا يريد مسرفاً واحداً ، فكأنه قال : كل مسرف .
فإن قلت : فما فاعل { كَبُرَ } ؟ قلت : ضمير من هو مسرف .
فإن قلت : أما قلت هو جمع ، ولهذا أبدلت منه الذين يجادلون ؟ قلت : بلى هو جمع في المعنى . وأما اللفظ فموحد ، فحمل البدل على معناه ، والضمير الراجع إليه على لفظه ، وليس ببدع أن يحمل على اللفظ تارة وعلى المعنى أخرى ، وله نظائر ، ويجوز أن يرفع الذين يجادلون على الابتداء ، ولا بدّ في هذا الوجه من حذف مضاف يرجع إليه الضمير في كبر ، تقديره : جدال الذين يجادلون كبر مقتاً ، ويحتمل أن يكون { الذين يجادلون } مبتدأ ؛ و { بِغَيْرِ سلطان أتاهم } خبراً ، وفاعل كبر قوله : { وكذلك } أي كبر مقتاً مثل ذلك الجدال ، و { يَطْبَعُ الله } كلام مستأنف ، ومن قال : كبر مقتاً عند الله جدالهم ، فقد حذف الفاعل والفاعل لا يصحّ حذفه . وفي { كَبُرَ مَقْتاً } : ضرب من التعجب والاستعظام لجدالهم ، والشهادة على خروجه من حدِّ إشكاله من الكبائر . وقرىء : «سلطان » بضم اللام . وقرىء : «قلب » بالتنوين ، ووصف القلب بالتكبر والتجبر ، لأنه مركزهما ومنبعهما ، كما تقول : رأت العين ، وسمعت الأذن . ونحوه قوله عزّ وجل { فإنه آثم قلبه } [ البقرة : 283 ] وإن كان الآثم هو الجملة . ويجوز أن يكون على حذف المضاف ، أي : على كل ذي قلب متكبر ، تجعل الصفة لصاحب القلب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.