الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَسۡبَٰبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ كَٰذِبٗاۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِۚ وَمَا كَيۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِي تَبَابٖ} (37)

وقرىء : «فأطلع » بالنصب على جواب الترجي ، تشبيهاً للترجي بالتمني . ومثل ذلك التزيين وذلك الصدّ { زُيّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السبيل } والمزين : إما الشيطان بوسوسته ، كقوله تعالى : { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أعمالهم فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل } [ النمل : 34 ] أو الله تعالى على وجه التسبيب ، لأنه مكن الشيطان وأمهله . ومثله : { زَيَّنَّا لَهُمْ أعمالهم فَهُمْ يَعْمَهُونَ } [ النمل : 4 ] . وقرىء : «وزين لهم سوء عمله » على البناء للفاعل والفعل لله عزّ وجلّ ، دلّ عليه قوله : { إلى إله موسى } وصدّ ، بفتح الصاد وضمها وكسرها ، على نقل حركة العين إلى الفاء ، كما قيل : قيل . والتباب : الخسران والهلاك . وصدّ : مصدر معطوف على سوء عمله وصدّوا هو وقومه .