الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَأَمَّا ٱلۡقَٰسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبٗا} (15)

{ القاسطون } الكافرون الجائرون عن طريق الحق . وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه : أنّ الحجاج قال له حين أراد قتله : ما تقول فيّ ؟ قال : قاسط عادل ، فقال القوم : ما أحسن ما قال ، حسبوا أنه يصفه بالقسط والعدل ؛ فقال الحجاج : يا جهلة ، إنه سماني ظالماً مشركاً ، وتلا لهم قوله تعالى : { وَأَمَّا القاسطون } وقوله تعالى : { ثْمَّ الذين كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ يَعْدِلُونَ } [ الأنعام : 1 ] ، وقد زعم من لا يرى للجن ثواباً أنّ الله تعالى أوعد قاسطيهم وما وعد مسلميهم ؛ وكفى به وعداً أن قال : { فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } فذكر سبب الثواب وموجبه ، والله أعدل من أن يعاقب القاسط ولا يثيب الراشد .