الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قُلۡ إِنۡ أَدۡرِيٓ أَقَرِيبٞ مَّا تُوعَدُونَ أَمۡ يَجۡعَلُ لَهُۥ رَبِّيٓ أَمَدًا} (25)

فقيل { قُلْ } إنه كائن لا ريب فيه ، فلا تنكروه ؛ فإن الله قد وعد ذلك وهو لا يخلف الميعاد .

وأما وقته فما أدري متى يكون ؛ لأنّ الله لم يبينه لما رأى في إخفاء وقته من المصلحة .

فإن قلت : ما معنى قوله : { أَمْ يَجْعَلُ لَهُ ربى أَمَداً } والأمد يكون قريباً وبعيداً ألا ترى إلى قوله : { تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا } [ آل عمران : 30 ] ؟ قلت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقرب الموعد ، فكأنه قال : ما أدري أهو حال متوقع في كل ساعة أم مؤجل ضربت له غاية أي : هو .