{ لنفتنهم فِيهِ } لنختبرهم فيه كيف يشكرون ما خوّلوا منه . ويجوز أن يكون معناه : وأن لو استقام الجن الذين استمعوا على طريقتهم التي كانوا عليها قبل الاستماع ولم ينتقلوا عنها إلى الإسلام لوسعنا عليهم الرزق مستدرجين لهم ، لنفتنهم فيه : لتكون النعمة سبباً في اتباعهم شهواتهم ، ووقوعهم في الفتنة ، وازديادهم إثماً ؛ أو لنعذبهم في كفران النعمة { عَن ذِكْرِ رَبِّهِ } عن عبادته أو عن موعظته أو عن وحيه { يَسْلُكْهُ } وقرىء بالنون مضمومة ومفتوحة ، أي : ندخله { عَذَاباً } والأصل : نسلكه في عذاب ، كقوله : { مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ } [ المدثر : 42 ] فعدّى إلى مفعولين : إمّا بحذف الجار وإيصال الفعل ، كقوله : { واختار موسى قَوْمَهُ } [ الأعراف : 155 ] وإمّا بتضمينه معنى «ندخله » يقال : سلكه وأسلكه قال :
حَتَّى إذَا أسْلَكُوهُمْ في قتَائِدَةٍ ***
والصعد : مصدر صعد ، يقال : صعد صعداً وصعوداً ، فوصف به العذاب ، لأنه يتصعد المعذب أي يعلوه ويغلبه فلا يطيقه . ومنه قول عمر رضي اللَّه عنه : ما تصعدَني شيء ما تصعَّدَتني خطبة النكاح ، يريد : ما شق على ولا غلبني .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.