الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{لِّيَعۡلَمَ أَن قَدۡ أَبۡلَغُواْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّهِمۡ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيۡهِمۡ وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ عَدَدَۢا} (28)

{ لِّيَعْلَمَ } الله { أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رسالات رَبِّهِمْ } يعني الأنبياء : وحد أولا على اللفظ في قوله : ( من بين يديه ومن خلفه ) ثم جمع على المعنى ، كقوله : { فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خالدين } [ الجن : 23 ] ، والمعنى : ليبلغوا رسالات ربهم كما هي ، محروسة من الزيادة والنقصان ؛ وذكر العلم كذكره في قوله تعالى : { حتى نَعْلَمَ المجاهدين } [ محمد : 31 ] ، وقرىء : «ليعلم » على البناء للمفعول { وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ } بما عند الرسل من الحكم والشرائع ، لا يفوته منها شيء ولا ينسى منها حرفاً ، فهو مهيمن عليها حافظ لها { وأحصى كُلَّ شَىْءٍ عَدَداً } من القطر والرمل وورق الأشجار ، وزبد البحار ، فكيف لا يحيط بما عند الرسل من وحيه وكلامه وعدداً : حال ، أي : وضبط كل شيء معدوداً محصوراً . أو مصدر في معنى إحصاء .

ختام السورة:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة الجن كان له بعدد كل جنيّ صدق محمداً صلى الله عليه وسلم وكذب به عتق رقبة " .