الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا} (4)

فإن قلت : ما معنى تحديث الأرض والإيحاء لها ؟ قلت : هو مجاز عن إحداث الله تعالى فيها من الأحوال ما يقوم مقام التحديث باللسان ، حتى ينظر من يقول { ما لها } إلى تلك الأحوال ، فيعلم لم زلزلت ، ولم لفظت الأموات ؟ وأنّ هذا ما كانت الأنبياء ينذرونه ويحذرون منه . وقيل : ينطقها الله على الحقيقة . وتخبر بما عمل عليها من خير وشرّ . وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تشهد على كل أحد بما عمل على ظهرها " .

فإن قلت : ( إذا ، ويومئذ ) : ما ناصبهما ؟ قلت : { يَوْمَئِذٍ } بدل من ( إذا ) ، وناصبهما { تُحَدِّثُ } . ويجوز أن ينتصب ( إذا ) بمضمر ، و { يَوْمَئِذٍ } بتحدّث .

فإن قلت : أين مفعولا ( تحدث ) ؟ قلت : قد حذف أوّلهما ، والثاني : أخبارها ، وأصله تحدث الخلق أخبارها ؛ إلاّ أن المقصود ذكر تحديثها الأخبار لا ذكر الخلق تعظيماً لليوم .