قوله : { يَوْمَئِذٍ } ، أي : يوم إذا زلزلت ، والعامل في «يَومَئذٍ » : «تُحدِّثُ » إن جعلت «إذَا » منصوبة بما بعدها ، [ أو بمحذوف ، وإن جعلت العامل فيها «تحدّث » كان «يومئذ » بدلاً منها فالعامل فيه ]{[60639]} العامل فيها ، أو شيء آخر ، لأنه على تكرير العاملِ ، وهو خلاف مشهور .
معنى «تحدث أخبارها » ، أي : تخبر الأرض بما عمل عليها من خير أو شر يومئذ .
ثم قيل : هو من قول الله تعالى .
وقيل : من قول الإنسان ، أي : يقول الإنسان «مَا لَهَا » «تُحدِّثُ أخْبارهَا » متعجباً .
روى الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } قال : " أتدْرُونَ ما أخْبارُهَا " ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإنَّ أخبارها أن تشْهَدَ على كُلِّ عبدٍ أو أمةٍ بما عمل على ظهرهَا تقُول : عملَ يَوْمَ كَذَا ، كَذَا وكَذَا ، قال : «فهَذهِ أخْبارُهَا » " {[60640]} .
قال الماورديُّ : قوله تعالى : { تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن تحدث أخبارها بأعمال العباد على ظهرها ، قاله أبو هريرة - رضي الله عنه - ورواه مرفوعاً ، وهو قول من زعم أنها زلزلة القيامة .
الثاني : قال يحيى بن سلام : { تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } بما أخرجت من أثقالها ، وهو قول من زعم أنها زلزلة أشراط الساعة .
الثالث : قال ابن مسعود : أنها تحدث بقيام الساعة ، إذا قال الإنسان : ما لها ؟ فتخبر أن أمر الدنيا قد انقضى ، وأمر الآخرةِ قد أتى ، فيكونُ ذلك منها جواباً لهم عند سؤالهم ، ووعيداً للكافر ، وإنذاراً للمؤمن .
وفي حديثها بأخبارها ثلاثةُ أقاويل :
أحدها : أن الله تعالى يقلبها حيواناً ناطقاً ، فتتكلم بذلك .
الثاني : أن الله يحدث فيها الكلام .
الثالث : أنه يكون منها بيان يقوم مقام الكلام .
قال الطبريُّ{[60641]} : تبين أخبارها بالرَّجَّة{[60642]} ، والزلزلة ، وإخراج الموتى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.