الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ} (7)

وقرأ ابن عباس وزيد بن علي : «يره » بالضم . ويحكى أنّ أعرابياً أخر { خَيْراً يَرَهُ } فقيل له : قدّمت وأخّرت ؛ فقال :

خُذَا بَطْنَ هَرْشَى أَوْ قَفَاهَا فَإن *** كِلاَ جَانِبَيْ هَرْشَى لَهُنَّ طَرِيقُ

والذرّة : النملة الصغيرة ، وقيل : «الذرّ » ما يرى في شعاع الشمس من الهباء .

فإن قلت : حسنات الكافر محبطة بالكفر ، وسيئات المؤمن معفوّة باجتناب الكبائر ، فما معنى الجزاء بمثاقيل الذرّ من الخير والشرّ ؟ قلت : المعنى { فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً } من فريق السعداء .