فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا} (4)

وقوله : { يَوْمَئِذٍ } بدل من «إذا » ، والعامل فيهما قوله : { تُحَدّثُ أَخْبَارَهَا } ويجوز أن يكون العامل في «إذا » محذوفاً ، والعامل في «يومئذ » «تحدّث » ، والمعنى : يوم إذا زلزلت وأخرجت تخبر بأخبارها وتحدّثهم بما عمل عليها من خير وشرّ ، وذلك إما بلسان الحال حيث يدلّ على ذلك دلالة ظاهرة ، أو بلسان المقال ، بأن ينطقها الله سبحانه . وقيل هذا متصل بقوله : { وَقَالَ الإنسان مَا لَهَا } أي قال ما لها { تُحَدّثُ أَخْبَارَهَا } متعجباً من ذلك ، وقال يحيى بن سلام : تحدّث أخبارها بما أخرجت من أثقالها ، وقيل : تحدّث بقيام الساعة ، وأنها قد أتت وأن الدنيا قد انقضت . قال ابن جرير : تبين أخبارها بالرجفة والزلزلة وإخراج الموتى ، ومفعول تحدّث الأوّل محذوف والثاني هو أخبارها : أي تحدّث الخلق أخبارها .

/خ7