فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا} (4)

وقوله { يومئذ } بدل من إذا ، والعامل فيهما قوله { تحدث أخبارها } ويجوز أن يكون العامل في إذا محذوفا والعامل في يومئذ تحدث ، والمعنى يوم إذا زلزلت وأخرجت تخبر بأخبارها وتحدثهم بما عمل عليها من خير وشر ، وذلك إما بلسان الحال حيث يدل على ذلك دلالة ظاهرة ، أو بلسان المقال بأن ينطقها الله سبحانه ، وقيل : هذا متصل بقوله { وقال الإنسان ما لها } أي قال : ما لها تحدث أخبارها متعجبا من ذلك .

وقال يحيى بن سلام : تحدث أخبارها بما أخرجت من أثقالها ، وقيل : تحدث بقيام الساعة ، وأنها قد أتت ، وأن الدنيا قد انقضت ، قال ابن جرير : تبين أخبارها بالرجفة والزلزلة وإخراج الموتى ، ومفعول تحدث الأول محذوف ، والثاني هو أخبارها ، أي تحدث الخلق أخبارها .

عن أبي هريرة قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { يومئذ تحدث أخبارها } قال " أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا الله ورسوله أعلم . قال : " فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها ، تقول : عمل كذا وكذا ، فهذا أخبارها " . أخرجه أحمد والترمذي - وصححه - والنسائي وغيرهم{[1734]} .

وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إن الأرض لتجيء يوم القيامة بكل عمل عمل على ظهرها . وقرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { إذا زلزلت الأرض زلزالها } حتى بلغ { يومئذ تحدث أخبارها } " . أخرجه ابن مردويه والبيهقي .

وعن ربيعة الجرشي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " تحفظوا من الأرض فإنها أمكم ، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة " . أخرجه الطبراني .


[1734]:الترمذي 2/ 171.