تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا} (4)

الآيتان3و4 : وقوله تعالى : { وقال الإنسان ما لها } { يومئذ تحدث أخبارها }{[23954]} قال الكافر ما لها تتحرك ؟ فقال بعضهم : أحمق في الدنيا وأحمق في الآخرة حين{[23955]} يسأل : الأرض ما لها تتزلزل ، وتتحرك ؟ يظن أنها بنفسها تفعل ذلك ، لا لفزعه مما{[23956]} يرى من أهوال ذلك اليوم وتغيير أحوالها على ما لم ينظر في الدنيا في الآيات والحجج حتى يقبلها ، ويخضع لها .

وقال بعضهم : هو على التقديم والتأخير كأنه يقول : { يومئذ تحدث أخبارها } { وقال الإنسان ما لها } تشهد ، وتخبر بما عمل على ظهرها .

ثم قوله تعالى{[23957]} : { أخبارها } يخرج على وجوه :

أحدها : ما قاله أهل التأويل : أنها تخبر ، وتحدث بما عمل على ظهرها من خير أو شر أو طاعة أو معصية . لكن لا يحتمل { أخبارها } الخير لأنها إنما تشهد عليهم لإنكار أهل الكفر ما كان منهم من فعل الكفر والمعصية . وأما أهل الجنة فإنهم يكونون مقرين بالخيرات ، والله تعالى يصدقهم على ذلك ، والله أعلم .

وكذلك ما ذكر من شهادة الجوارح ، إنما تشهد عليهم على ما ينكرون من الشرك والكفر وغير ذلك من المعاصي .

فعلى ذلك التأويل يكون { أخبارها } على حقيقة النطق والكلام .

( والثاني : ما ){[23958]} قال بعضهم : { أخبارها } ما ذكر من تزلزلها وتحركها والأحوال التي تكون فيها ، هو تحديثها وأخبارها التي تكون منها .

( والثالث : ما ){[23959]} قال بعضهم : يومئذ تبين ، وتقع أخبارها التي أخبروا في الدنيا ، فكذبوها ، يومئذ يتبين لهم ذلك ، وتقع لهم المشاهدة عيانا من الحساب والثواب والعقاب .

وفي الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها " ( الترمذي : 2429 ) .


[23954]:ساقطة من الأصل وم
[23955]:في الأصل وم: حيث
[23956]:من م، في الأصل: ما
[23957]:ساقطة من الأصل وم
[23958]:في الأصل وم:و
[23959]:في الأصل وم: و