النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا} (4)

{ يومئذٍ تُحَدِّثُ أخْبارَها } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : تحدث أخبارها بأعمال العباد على ظهرها ، قاله أبو هريرة ورواه مرفوعاً{[3321]} ، وهذا قول من زعم أنها زلزلة القيامة .

الثاني : تحدث بما أخرجت من أثقالها ، قاله يحيى ابن سلام ومن زعم أنها زلزلة أشراط الساعة .

الثالث : تحدث بقيام الساعة إذا قال الإنسان ما لها . قال ابن مسعود : فتخبر بأن أمر الدنيا قد انقضى ، وأن أمر الآخرة قد أتى ، فيكون ذلك منها جواباً عند سؤالهم ، وعيداً للكافر وإنذاراً للمؤمن .

وفي حديثها بأخبارها ثلاثة أقاويل :

أحدها : أن الله تعالى يقلبها حيواناً ناطقاً فتتكلم بذلك .

الثاني : أن الله تعالى يُحدث الكلام فيها .

الثالث : يكون الكلام منها بياناً يقوم مقام الكلام .


[3321]:رواه الترمذي في تفسير سورة الزلزلة، وأحمد في مسنده.