اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (38)

قوله : { وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } هذا هو الاستعجال المذموم على سبيل الاستهزاء ، وهو كقوله : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ العذاب }{[28452]} فبين تعالى أنهم يقولون ذلك لجهلهم وغفلتهم{[28453]} .

قوله : «مَتَى هَذَا » «مَتَى » خبر مقدم ، فهي في محل رفع{[28454]} . وزعم بعض الكوفيين أنها في محل نصب على الظرف ، والعامل فيها فعل مقدر ل «هَذَا » التقدير : متى يجيء هذا الوعد ، أو متى يأتي ونحوه{[28455]} والأول أشهر .


[28452]:[العنكبوت: 53].
[28453]:انظر الفخر الرازي 22/172.
[28454]:انظر البحر المحيط 6/313.
[28455]:"متى" عند الكوفيين في موضع نصب وكذا الجواب في المعرفة إذا قيل: متى الميعاد؟ قيل: يوم الخميس، فإن كان نكرة رفعت فقلت: ميعادك يوم أو يومان والعرب تقول: إنما البرد شهران، وإنما الصيف شهران، ولو جاء نصبا لكان صوابا، وإنما اختاروا الرفع في النكرة لأنك أبهمت الشهرين فصار جميعا كأنهما وقتا الصيف، واختاروا في المعرفة لأنها حين معلوم مسند إلى الذي بعده فحسنت الصفة، كما أنك تقول: عبد الله دون من الرجال، وعبد الله دونك، بالنصب في المعرفة. انظر معاني القرآن للفراء 2/203-204، وإعراب القرآن للنحاس 3/70-71 والبحر المحيط 6/313.