قوله : { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ } «أَمْ » منقطعة{[28511]} ، أي بل ألهم{[28512]} ؟ فالميم صلة والمعنى : ألهم آلهة تمنعهم ، وقد تقدم ما فيها{[28513]} .
وقوله : «من دُونِنَا » فيه وجهان :
أحدهما : أنه متعلق ب «تَمْنَعُهُمْ » قبل ، والمعنى : ألهم آلهة تجعلهم في منعة وعز ، وإلى{[28514]} هذا ذهب الحوفي{[28515]} .
والثاني : أنه متعلق بمحذوف ، لأنه صفة ل «آلهة » ، أي آلهة من دوننا تمنعهم ، ولذلك قال ابن عباس إن في الكلام تقديماً وتأخيراً{[28516]} .
ثم وصف الآلهة بالضعف فقال : { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ } وهذا مستأنف لا محل له{[28517]} ، ويجوز أن يكون صفة ل «آلهة » ، وفيه بعد من حيث المعنى .
قال ابن الخطيب : «لا يسطيعون » خبر مبتدأ محذوف ، أي فهذه الآلهة لا تستطيع حماية أنفسها عن الآفات{[28518]} ، وحماية النفس أولى من حماية الغير ، فإذا لم تقدر على حماية نفسها فكيف تقدر على حماية غيرها{[28519]} .
قوله : { وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ } . قال ابن عباس{[28520]} : يجاورون ، تقول العرب : أنا لك جار وصاحب من فلان ، أي مجير عنه . وقال مجاهد : يُنْصَرُونَ . وقال قتادة : لا يصحبون من الله بخير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.