اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{بَلۡ تَأۡتِيهِم بَغۡتَةٗ فَتَبۡهَتُهُمۡ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (40)

وقوله «بَلْ تِأْتِيهِمْ » إضراب انتقال{[28477]} .

وقال ابن عطية : «بَلْ » استدراك مُقَدَّرٌ قبله نفيٌّ تقديره : إنَّ الآيات لا تأتي على حسب اقتراحهم{[28478]} . وفيه نظر ، لأنه يصير التقدير : لا تأتيهم الآيات على حسب اقتراحهم بل تأتيهم بغتة ، فيكون الظاهر أن الآيات تأتي بغتة ، وليس ذلك مراداً قطعاً . وإن أراد أن يكون التقدير : بل تأتيهم الساعة أو النار ، فليس مطابقاًُ لقاعدة الإضراب .

فصل{[28479]}

لما بين شدة هذا العقاب بين أن وقت مجيئه غير معلوم لهم { بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً } وهم غير محتسبين ولا مستعدين «فَتَبْهَتهُمْ » أي : تدعهم حيارى واقفين { لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً } في ردها ، { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي لا يمهلون لتوبة أو معذرة . وإنما لم يعلم المكلفين وقت الموت ( والقيامة لما ){[28480]} فيه من المصلحة ، لأن المرء مع كتمان ذلك أشد{[28481]} حذراً وأقرب إلى التلافي .


[28477]:وذلك أن الله حكى عنهم أنهم يستعجلون العذاب الموعود بقوله: {ويقولون متى هذا الوعد} وبين أن سبب ذلك الاستعجال هو عدم علمهم بهول وقت وقوعه وما فيه من العذاب الشديد، ثم أضرب وانتقل من بيان السبب إلى بيان كيفية وقوع الموعود فقال: {بل تأتيهم بغتة}.
[28478]:تفسير ابن عطية 10/153.
[28479]:هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/173.
[28480]:ما بين القوسين سقط من ب.
[28481]:في ب: أشدا. وهو تحريف.