{ فاستجبنا لَهُ } أي : فعلنا ما أراده بسؤاله ، { وَوَهَبْنَا لَهُ يحيى } ولداً صالحاً { وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } أي : جعلناها ولوداً بعد ما كانت عقيماً{[29490]} . قاله أكثر المفسرين وقيل : كانت سيئة الخلق سلطة اللسان فأصلح الله خلقها{[29491]} . وقيل : جعلها مصلحة في الدين ، فإن صلاحها في الدين من أكبر أعوانه ، لأنه يكون إعانة في الدين والدنيا{[29492]} واعلم أنَّ قوله { وَوَهَبْنَا لَهُ{[29493]} يحيى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } يدل على أن الواو لا تفيد الترتيب ، لأنَّ إصلاح الزوج مقدم على هبة الولد مع أنه تعالى أخره في اللفظ{[29494]} . ثم قال : «إنَّهُمْ » يعني الأنبياء الذين سماهم في هذه السورة{[29495]} .
وقيل : زكريا وولده وأهله{[29496]} { كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الخيرات } ، والمسارعة في طاعة الله من أكبر ما يمدح المرء به ، لأنه يدل على حرص عظيم على الطاعة{[29497]} .
قوله : { وَيَدْعُونَنَا } العامة على ثبوت نون الرفع قبل ( نا ){[29498]} مفكوكة منها وقرأت فرقة { وَيَدْعُونَنَا } بحذف نون الرفع{[29499]} . وطلحة بإدغامها فيها{[29500]} .
وهذا الوجهان فيهما إجراء نون ( نا ) مجرى نون الوقاية{[29501]} . وقد تقدم . قوله : { رَغَباً وَرَهَباً } يجوز أن ينتصبا على المفعول من أجله{[29502]} ، وأن ينتصبا على أنهما مصدران واقعان موقع الحال ، أي : راغبين راهبين{[29503]} ، وأن ينتصبا على المصدر الملاقي لعامله في المعنى دون اللفظ ، لأن ذلك نوع منه{[29504]} . والعامة على فتح الغين والهاء{[29505]} . وابن وثاب والأعمش ورويت عن أبي عمرو بسكون الغين والهاء ، ونقل عن الأعمش وهو الأشهر عنه بضم أراء وما بعدها{[29506]} . وقرأت فرقة بضمة وسكون فيهما{[29507]} .
ومعنى «رَغَباً » : طمعاً «وَرَهَباً » : خوفاً ، أي : رغباً في رحمة الله ، ورهباً من عذاب الله . { وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ } أي : متواضعين ، قال قتادة : ذلك لأمر الله{[29508]} . وقال مجاهد : الخشوع هو الخوف اللازم في القلب{[29509]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.