اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ} (50)

قوله : { فالذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } . لما أمر الرسول بأن يقول لهم : إني نذير مبين أردف ذلك بأن أمره بوعدهم ووعيدهم ، لأن هذه صفة المنذر{[31503]} ، فقال{[31504]} : { فالذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } فجمع بين الوصفين ، وهذا يدل على أن العمل خارج عن مسمى الإيمان ، وبه يبطل قول المعتزلة ويدخل في الإيمان كل ما يجب من الاعتقاد بالقلب والإقرار باللسان ، ويدخل في العمل الصالح كل واجب وترك المحظور{[31505]} ، ثم بين تعالى أن من جمع بينهما فالله تعالى يجمع له بين المغفرة والرزق الكريم ، فالمغفرة عبارة عن غفران الصغائر ، أو عن غفران الكبائر بعد التوبة ، أو عن غفرانها قبل التوبة ، والأولان واجبان عند الخصم ، وأداء الواجب لا يسمى غفراناً فبقي الثالث وهو العفو عن أصحاب الكبائر من أهل القبلة .

وأما الرزق الكريم فهو إشارة إلى الثواب{[31506]} ، والكريم : هو الذي لا ينقطع أبداً وقيل : هو الجنة {[31507]} .


[31503]:في الأصل: المنعمد.
[31504]:فقال: سقط من ب.
[31505]:في ب: محظور.
[31506]:انظر الفخر الرازي 23/47 – 48.
[31507]:انظر البغوي 5/599.