اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَقَدۡ وُعِدۡنَا نَحۡنُ وَءَابَآؤُنَا هَٰذَا مِن قَبۡلُ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (83)

ثم حكى قولهم : { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هذا مِن قَبْلُ } كأنهم قالوا إنّ هذا الوعد كما وقع منه - عليه السلام{[33247]} - فقد وقع قديماً من سائر الأنبياء ثم لم يوجد مع طول العهد ، وظنُّوا أنّ الإعادة تكون في الدنيا ، ثم قالوا : لمّا لم يكن ذلك فهو من أساطير الأولين . والأساطير جمع أسْطار ، وهي جمع سَطْر{[33248]} ، أي : ما كتبه الأولون مما لا حقيقة له ، أو جمع أُسْطُورَة{[33249]} .


[33247]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[33248]:أي: أن "أساطير" جمع الجمع. وجمع الجمع – سواء أكان جمع قلة أم كثرة – ليس قياسا على مذهب سيبويه، ولا يجمع منها إلا ما جمع العرب، وأيده السيرافي والجرمي وابن عصفور واختاره الرضي. ويرى كثير من النحاة أن جموع القلة يجوز جمعها قياسا لأنه قد ورد عن العرب منه قدر صالح للقياس عليه كالأيدي والأيادي والأسلحة والأسالح، والأقاول والأقاويل. الكتاب 3/618 – 621، شرح الشافية 2/ 208 – 210 الهمع 2/183 – 184.
[33249]:انظر الفخر الرازي 23/116.