قوله : { والذين يُؤْتُونَ مَا آتَواْ } العامة على أنه من الإيتاء ، أي : يعطون ما أعطوا{[33042]} .
وقرأت عائشة وابن عباس والحسن والأعمش : «يَأَتُونَ مَا أَتَوْا »{[33043]} من الإتيان ، أي : يفعلون ما فعلوا من الطاعات{[33044]} . واقتصر أبو البقاء في ذكر الخلاف على «أَتَوْا » فقط{[33045]} ، وليس بجيّد ، لأنّه يوهم أن من قرأ «أَتَوْا » بالقصر قرأ «يُؤْتُونَ » من الرباعي وليس كذلك .
قوله : { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } هذه الجملة حال من فاعل «يُؤْتُونَ » ، فالواو للحال ، والمعنى : يعطون ما أعطوه ، ويدخل فيه كل حق يلزم إيتاؤه سواء كان من حقوق الله كالزكوات ، والكفارات وغيرها{[33046]} . أو من حقوق الآدميين ، كالودائع ، والديون وأصناف الإنصاف والعدل . وبيّن أن ذلك إنما ينفع إذا فعلوه «وقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ » ، أي : إنهم يقدمون على العبادة على وجل{[33047]} من تقصير وإخلال بنقصان {[33048]} .
«روي أن عائشة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : { والذين يُؤْتُونَ مَا آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } أهو الذي يزني ، ويشرب الخمر ، ويسرق وهو على ذلك يخاف الله ؟ فقال عليه السلام{[33049]} : «لا يا بنت الصديق ، ولكن هو الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ، وهو على ذلك يخاف الله »{[33050]} قوله : «أنَّهُمْ » يجوز أن يكون التقدير : وجلة مِنْ أنَّهُمْ{[33051]} أي : خائفة من رجوعهم إلى ربّهم . ويجوز أن يكون : لأنهم{[33052]} أي : سبب الوجل الرجوع إلى ربهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.