اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ} (196)

الغرور : مصدر قولك : غَرَرْت الرجل بما يستحسنه في الظاهر ، ثم يجده - عند التفتيش - على خلاف ما يجب .

نزلت في المشركينَ ، وذلك أنهم كانوا في رخاءٍ ولينٍ من العيش وتنعم ، فقال بعض المؤمنينَ : إنَّ أعداءَ اللَّهِ فيما نرى من الخير ، ونحن في الجَهْد ، فأنزلَ اللَّهُ هذه الآيةَ : { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ } في ضَرْبهم " فِي الْبِلادِ " وتصرُّفهم في الأرض للتجارات وأنواع المكاسب . فالخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمرادُ منه غيره .

قال قتادةُ : واللَّهِ ما غروا نبيَّ اللَّه قط ، حتى قبضه اللَّهُ تَعَالَى ، ويمكن أنْ يقالَ : سبب عدم إغراره هو تواتُر الآيات عليه ، لقوله : { وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ } [ الإسراء : 74 ] فسقط قولُ قتادةَ .