غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ} (196)

190

ثم إنه تعالى لما وعد المؤمنين الثواب العظيم وكانوا في الدنيا في غاية الفقر والشدة ، والكفار كانوا في التنعم ، أراد أن يسليهم ويصبرهم فقال : { لا يغرنك } والخطاب لكل مكلف يسمعه أي لا يغرنك أيها السامع أو للرسول والمراد الأمة . قال قتادة : والله ما غرّوا نبي الله حتى قبضه الله أوله . والمراد هو فلعل السبب في عدم اغتراره هو تواتر أمثال هذه الآيات عليه . قيل : إن مشركي مكة كانوا يتجرون ويتنعمون ، فقال بعض المؤمنين : إن أعداء الله فيما نرى من الخير وقد هلكنا من الجوع والجهد فنزلت . وقيل : كانت اليهود تضرب في الأرض فتصيب الأموال فنزلت . والمراد بتقلبهم تبسطهم وتصرفهم في المكاسب والمزارع والمتاجر

/خ200