فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ} (196)

لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد196 متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد197 لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار198

( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد تثبيته على ما هو عليه كقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ) أو خطاب لكل أحد ؛ وهذه الآية متضمنة لقبح حال الكفار ؛ بعد ذكر حسن حال المؤمنين ، والمعنى لا يغرنك ؛ ما هم فيه من تقلبهم في البلاد بالأسفار للتجارة التي يتوسعون بها في معاشهم ، والتقلب في البلاد الاضطراب في الأسفار إلى الأمكنة ، قال السدي :يعني ضربهم فيها وقال عكرمة تقلب ليلهم ونهارهم ، وما يجري عليهم من النعم .