ثم بيّن حال المحسن{[46404]} فقال : { إِنَّ أَصْحَابَ الجنة اليوم فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } فقوله : { فِي شُغُلٍ } يجوز أن يكون خبراً ل «إنّ » و «فَاكِهُونَ » خبر ثانٍ وأن يكون «فاكهون » هو الخبر و «فِي شُغُلٍ » يتعلق به{[46405]} ، وأن يكون{[46406]} حالاً ، وقرأ الكوفيون وابنُ عامر «شُغُل » بضمتين . والباقون بضم وسكون{[46407]} . وهما لغتان للحجازيين قاله الفراء{[46408]} ، ومجاهدٌ وأبو السَّمَّال بفتحتين{[46409]} . ويزيد النحويّ وابنُ هُبَيْرَة{[46410]} بفتح وسكون . وهما ( لغتان ) أيضاً . والعامة على رفع «فاكهون » على ما تقدم . والأعمشُ وطلحةُ «فاكهينَ »{[46411]} نصباً على الحال ، والجار الخبر . والعامة أيضاً على فاكهين{[46412]} بالألف بمعنى أصحاب فاكهة كلابن وتامر ولاحم{[46413]} ، والحسن وأبو جعفر وأبو حَيْوَة وأبو رجاء وشيبة وقتادة ومجاهد «فكهون » بغير{[46414]} ألف بمعنى طربون فرحون من الفُكَاهِةِ بالضم . وقيل : الفاكِهُ{[46415]} والفكه بمعنى المتلذذ والمتنعم لأن كلاًّ من الفاكهة والفكاهة مما يُتَلَذَّذُ بِهِ ويتنعم كحاذر وحذر{[46416]} ، وقرئ «فَكِهِينَ »{[46417]} بالقصر والياء على ما تقدم . وفَكهُونَ بالقصر وضم الكاف ، يقال : رجل فَكِه وفكُه كرجل ندِس وندُس وحَذِر وحذُر{[46418]} .
اختلفوا في الشغل فقال ابن عباس : في افتضاض الأبكار ، وقال وكيع بن الجراح : في السماع . وقال الكلبي : في شغل عن أهل النار وما هم فيه لا يهمهم أمرهم ولا يذكرونهم . وقال ابن كيسان{[46419]} : في زيارة بعضهم بعضاً .
وقيل : في ضيافةِ الله فاكهون . وقيل : في شغل عن هَوْلِ اليوم بأخذ ما آتاهم الله من الثواب فما عندهم خير من عذاب ولا حساب{[46420]} . وقوله «فَاكِهُونَ » متمّمٌ لبيان سلامتهم فإنه لو قال : في شُغُل جاز أن يقال هم في شغل أعظم من التذكر في اليوم وأهواله فإن من يصيبه فتنة عظيمة ثم يعرض عليه أمر من أموره أو يخبر بخُسْران وقع في ماله يقول أنا مشغول عن هذا بأهمَّ منه فقال : فاكهونَ أي شغلوا عنه باللّذة والسُّرُور لا بالوَيْلِ والثُّبُور . وقال ابن عباس : فاكهون فَرِحُونَ{[46421]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.