ثم إنه تعالى عاد إلى تقرير ما تقدم من دفع استبعادهم وإبطال إنكارهم فقال : { الذي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشجر الأخضر نَاراً } هذه قراءة العامة ، وقرئ الخَضْرَاء{[46654]} اعتباراً بالمعنى ، وقد تقدم أنه يجوز تذكير اسم الجنس وتأنيثه قال تعالى : { نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } [ القمر : 20 ] { نَخْلٍ خَاوِيَةٍ }{[46655]} [ الحاقة : 7 ] ، وتقدم أن بني تميم ونَجْد يذكِّرونه ، والحجاز{[46656]} يؤنثونه إلا ألفاظاً اسْتُثْنِيَتْ{[46657]} .
قال ابن{[46658]} عباس : هما شجرتان يقال لإحداهما المرخ{[46659]} وللأخرى العفار{[46660]} فمن أراد منهما النار قطع منهما غصنين مثل السواكين وهما خَصْراوان يقطران الماء فيسحق المرخ على العفار فيخرج منهما النار بإذن الله تعالى .
وتقول العرب : فِي كُلّ شَجَرٍ نَارٌ واستمجد{[46661]} المَرْخُ العَفَار . وقالت الحكماء : في كل شجرنا إلا العنّاب{[46662]} .
قوله : { فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ } أي تَقْدحُون وتُوقدون النار من ذلك الشجر ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.