اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱسۡتَجِيبُواْ لِرَبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۚ مَا لَكُم مِّن مَّلۡجَإٖ يَوۡمَئِذٖ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٖ} (47)

قوله تعالى : { استجيبوا لِرَبِّكُمْ . . . } الآيات . لما ذكر الوعد والوعيد ذكر بعده ما هو المقصود ، فقال : { استجيبوا لِرَبِّكُمْ } أي أجيبوا داعي ( ربكم ){[49492]} يعني{[49493]} محمداً صلى الله عليه وسلم { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ الله } أي لا يقدر أحدٌ على دفعه .

قوله : «مِنَ اللهِ » يجوز تعلقه بيأتي{[49494]} أي يأتي من الله يومٌ لا مرد له ، وأن يتعلق بمحذوف{[49495]} يدل عليه «لاَ مَرَدَّ لَهُ » أي لا يرد ذلك اليوم ما حكم الله به فيه .

وجوز الزمخشري أن يتعلق «بِلاَ مَرَدَّ »{[49496]} ، ورده أبو حيان : بأنه يكون معمولاً{[49497]} وكان ينبغي أن يعرب فينصب منوناً .

واختلفوا في المراد بذلك اليوم ، فقيل : هو ورود الموت . وقيل : يوم القيامة ، قال ابن الخطيب : ويحتمل أن يكون معنى قوله : لا مرد له «أي لا يقبل التقديم ولا التأخير ، وأن يكون معناه أنه لا مرد فيه إلى حال التكليف حتى يحصل فيه التلاقي{[49498]} .

ثم وصف اليوم فقال فيه : { مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ } تلجأون إليه يقع به المخلص{[49499]} من العذاب { وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ } ينكر{[49500]} تغير ما بكم . ويجوز أن يكون المراد من النكير الإنكار ، أي لا تقدرون أن تنكروا شيئاً مما اقترفتموه من الأعمال .


[49492]:سقط من أ الأصل.
[49493]:البغوي المرجع السابق.
[49494]:الكشاف المرجع السابق.
[49495]:البحر المحيط 7/535.
[49496]:قال: من صلة "لا مرد" أي لا يرده الحكم الله بعد ما حكم بت. الكشاف 3/474.
[49497]:تصحيح من البحر ففي النسختين مطولا. وانظر البحر المحيط 7/525.
[49498]:تفسيره التفسير الكبير 27/183.
[49499]:في ب التخلص وفي الرازي: ينفع في التخلص من العذاب.
[49500]:في ب ينكر يعني ما بكم وفي الرازي: ممن ينكر ذلك حتى يتغير حالكم بسبب ذلك المنكر.